عقد مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، بالتعاون مع الهلال الأحمر القطري، يوم الأحد 29 أيلول/ سبتمبر 2024، ندوة عامة تحت عنوان: "العمل الإنساني في زمن الأزمات: التعامل مع البيئات الأكثر تعقيدا"، في قاعة السمنار في مقر المركز.
تحدث في الندوة كل من الأستاذ خالد محمد الخميس العبيدلي، مدير مكتب وكيل وزارة العدل القطرية، مقرر اللجنة الوطنية للقانون الدولي الإنساني، والمستشار عبدالله مدرك الرويلي، الأمين العام للجنة الدائمة للقانون الدولي الإنساني ورئيس فريق الرصد والتوثيق الوطني السعودي، والدكتور مساعد راشد العنزي، مستشار رئيس مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الكويتي. فيما أدارت الحوار الدكتورة لارا خطاب، الأستاذة المساعدة في برنامج إدارة النزاع والعمل الإنساني في معهد الدوحة للدراسات العليا.
اسُهلّت الجلسة بتسليط الضوء على تصاعد التحديات التي يواجهها العمل الإنساني في سياق الأزمات الإنسانية في مختلف الدول، مع الإشارة إلى التطورات الأخيرة في المنطقة العربية، مثلما هو الحال في كل من سوريا، لبنان، وغزة. عالج الأستاذ خالد الأطر القانونية والأخلاقية للمساعدات الإنسانية في السياقات المعقدة، بما فيها التحديات التي تواجه تطبيق مبادئ العمل الانساني في السياقات المعقدة، فضلًا عن مختلف العقبات في سبيل الحفاظ على الاعتبارات الأخلاقية والقانونية في العمل الإنساني. كما أشار الأستاذ خالد إلى عدد من أبرز الصعوبات في سبيل إيصال المساعدات الإنسانية كالتدخلات المدنية والعسكرية، والعقبات الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى صعوبة الوصول إلى المحتاجين/ مشيرًا إلى أنه في ظل الانتهاكات المستمرة، يصبح من الضروري تنفيذ والالتزام بالاتفاقيات الدولية ذات الصلة، كما يجب على الدول أن تكون واعية بالجرائم التي ترتكب، بما في ذلك جرائم الحرب المختلفة، وأن تتحمل المسؤولية في محاسبة المجرمين وضمان تحقيق العدالة.
أما الدكتور مساعد فقد تطرق إلى التحديات والاستراتيجيات التنفيذية لتقديم المساعدة في مناطق الصراع المستقطبة والمعقدة، وشمل ذلك الحديث عن ضمان سلامة الموظفين الذين يقدمون المساعدة الإنسانية، ومعالجة التحديات السياسية وتعزيز وتفعيل الدبلوماسية الإنسانية. وبعد ذلك قدم الدكتور مساعد سلسلة من التوصيات التي أكدت على ضرورة تسريع اتخاذ القرارات وتجنب البيروقراطية، بحيث يتم بناء الثقة والتدخل السريع لتوفير المساعدات الإنسانية عبر اتفاقيات فعالة، حيث صرح بأنه في الوقت الحالي، تشهد كثير من المنظمات الدولية ضعفاً في التدخل الفعال في الحالات الطارئة، على سبيل المثال ف حالة قطاع غزة. كما شددت التوصيات على ضرورة تلبية الاحتياجات الأساسية في العمل الإنساني كأولوية، مشيرا إلى ضرورة أن تكون المنظمات العربية أول المستجيبين في حالة الأزمات والكوارث في المنطقة.
وقد ركز المستشار عبدالله على وصول المعونة الإنسانية وتوفيرها في حالات النزاع المسلح غير التقليدية، لا سيما في إطار تقديم المساعدة الإنسانية في حالات الحصار والمنازعات المسلحة غير الدولية والأراضي المحتلة، باحثًا بعض الاستراتيجيات المبتكرة لتحسين وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحظورة. كما ذكر الأستاذ عبدالله أن لا يمكن ضمان فعالية العمل الإنساني ومنظماته دون ضمان الوصول الكامل والآمن للاحتياجات الأساسية، مؤكدًا أن لحوكمة المؤسسات وسمعتها في مجال العمل الإنساني أهمية بالغة في قدرتها على توصيل المساعدات بفعالية واستمرارية عمليها، مع ضرورة تبني آليات ولوجستيات قوية لضمان تأمينه وتجنب المخاطر والشبهات. أيضا تطرق المستشار إلى الدور الحيوي الذي يلعبه الإعلام الحديث في تعزيز العمل الإنساني ورفع المعايير الأخلاقية.
وفي ختام الجلسة، أتيحت الفرصة للحضور للتعبير عن آرائهم وأفكارهم، وتقديم مداخلاتهم وطرح الأسئلة المتعلقة بالمسائل ذات الصلة، مثل الاختلافات في نهج إدارة المساعدات الإنسانية المتبع من قبل المنظمات المحلية والدولية، والعمل الإنساني بين النظرية والتطبيق، وكيفية تنسيق العمل الإنساني لمواجهة ازدواجية المعايير. وقد جاءت المداخلات من باحثين وأكاديميين وصناع قرار، فضلا عن ممثلي المنظمات القطرية والخليجية والدولية. ساهمت هذه المداخلات في إثراء النقاش حول هذا الموضوع الحيوي.