نظّم مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في الخامس من شباط/ فبراير 2023، حلقةً نقاشية بعنوان "الوضع الإنساني في أفغانستان وأزمة لاجئي الروهينجا". ألقى الكلمة الرئيسة فيها مدير مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لمنطقة آسيا والمحيط الهادي، السيد أندريكا راتواتي. أُقيمت الفعالية في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، وأدارها الدكتور إياد نصر، الباحث الزائر بالمركز. وقد شهدت الفعالية حضور مجموعة كبيرة من الباحثين والخبراء العرب والأجانب، إضافة إلى الأكاديميين وطلاب الماجستير.

هدفت الجلسة إلى تسليط الضوء على الوضع الإنساني في أفغانستان وأزمة لاجئي الروهينجا، ومناقشة أهم الخطوات اللازمة للوقاية من الصراعات ومنع نشوبها، ومن ثم تجنب أزمات اللاجئين والنزوح القسري. مع التأكيد على أهمية الحماية والدعم الإنساني للاجئين والنازحين وضرورة الدعم السياسي لمساعدتهم.

أفتتح السيد راتواتي كلمته بتسليط الضوء على الأوضاع الصعبة للاجئين والنازحين قسرًا، الذين وصل عددهم إلى نحو 100 مليون شخص في عام 2022، وعزا ذلك في قسم كبير منه إلى استمرار الصراع والاضطهاد وانتهاكات حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم. وذكر أن الجهات الفاعلة ذات الصلة يجب أن تدعم النازحين لتلقي الحماية منذ البداية. وأكد أنه حينما ينشب النزاع أو يتصاعد، يبدأ الناس بالفرار، وفي كثير من الأحيان عندما يرون أي نوع من الاستقرار في الوطن فإنهم يريدون العودة. وقد لوحظت نفس الديناميكية مع أزمة الروهينجا، التي شهدت دورات متكررة من النزوح على مدى عقود. ومع ذلك، فإن الشروط الأساسية اللازمة لضمان العودة المستدامة لم تتحقق.

ووفقًا للمتحدث، ثمة ثلاث خطوات رئيسة يمكن أن تتخذها الجهات الفاعلة المعنية في هذا الصدد.  أولًا، الوقاية من النزاعات ومعالجة الأسباب الجذرية للنزوح، حيث يجب على الجهات الفاعلة العمل على منع اندلاع العنف وتصعيده عند ظهور علامات على صراع وشيك. ومع ذلك، هذه الخطوة ليست دائمًا ناجحة. ثانيًا، بمجرد اندلاع الصراع وتشريد الأشخاص يجب على الجهات الفاعلة ضمان حماية المدنيين، ومن بينهم اللاجئون، ومع هذه المسؤولية تأتي المساعدة الإنسانية وحماية السلامة والكرامة. ثالثًا، فيما يخص الحلول، أوضح أنه لإيجاد حلول لأزمات اللجوء والتهجير القسري، يجب أن يكون هناك تغيير جوهري في العوامل التي أثرت فيها، مثل السلام والاستقرار والأمن في الوطن؛ فعلى سبيل المثال- وفقًا للمتحدث- يوجد ملايين اللاجئين الأفغان، ولا سيما في البلدان المجاورة لأفغانستان، ولضمان العودة الطوعية والمستدامة هناك العديد من الشروط الضرورية التي تدعم ذلك، تتمثل في تحقيق مستوى معين من الاستقرار والسلام والأمن في البلاد، وتوفير الخدمات والاحتياجات الأساسية، ومن ضمنها فرص التعليم وسبل العيش.

وفيما يتعلق بمسألة تعليم الفتيات في أفغانستان، أكد السيد راتواتي أن الحوار الفعّال والشامل مع طالبان ضروري لتحقيق مزيد من التقدم في هذه القضية. كما أشار إلى الوضع الصعب للاجئي الروهينجا في المنطقة، حيث يوجد أكثر من مليون لاجئ يواجهون صعوبات وقيودًا على حريتهم في التنقل، وهو ما يدفع بعضهم أيضًا للقيام برحلات بحرية خطيرة بالقوارب. كما شدد على وجوب حماية كرامة اللاجئين والنازحين. واختتم كلمته بالإشارة إلى أن وضع الروهينجا في ميانمار ما يزال صعبًا، وأعرب عن أمله في اتخاذ إجراءات متعددة الأطراف لإيجاد المساحة لمساعدة المتضررين وتحقيق السلام.

للمزيد من المعلومات يرجى التواصل على البريد الإلكتروني: chs@chs-doha.org