اختتمت أكاديمية فولك برنادوت بالمشاركة مع مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، مؤتمرًا بعنوان "صنع السلام والكفاءة السياسية في العالم الإسلامي"، وذلك في الفترة 10-12 فبراير/ شباط 2022، بإسطنبول، تركيا.
ضم المؤتمر أكثر من خمسين (50) باحثًا إسلاميًا وكبار القادة الانتقاليين وممارسي السلام، وكذا أكاديميين وناشطين سياسيين من دول ذات الأغلبية المسلمة، بما في ذلك مصر والمغرب وتونس وإندونيسيا وماليزيا ونيجيريا وسوريا وتركيا وقطر. هدف المؤتمر إلى تعزيز النهج والممارسات حول صنع وبناء السلام تجاه العالم الإسلامي، وذلك من خلال اعتماد إطار لتسوية النزاعات الحساسة من الناحية الثقافية، استنادا بالإسلام والمعايير الدولية. تم تطوير هذا الإطار من قبل علماء وخبراء مسلمين في فض النزاعات يعملون ضمن مشروع المعايير الدولية في كلية لندن للاقتصاد.
تناول المشاركون خلال المؤتمر موضوعين رئيسيين هما: أولًا، القلق من دوامات النزاع العنيف المستمرة والتي اجتاحت العالم الإسلامي على مدى العقود القليلة الماضية؛ وثانيًا، الحاجة إلى نموذج جديد لحل النزاعات وصنع السلام والكفاءة السياسية القائمة على الدين الإسلامي والمتوافقة مع المعايير الدولية للمساعدة في حل هذه النزاعات.
لم يكن المؤتمر غافلاً عن الأحداث في أفغانستان، واعتبر السلام في هذا السياق رمزًا بعيد المنال، وفي حاجة ماسة إلى استراتيجيات ذات كفاءة سياسية عالية، والتي يمكن أن تحول أربعين عامًا من الصراع إلى مجتمع مبني على أساس القيم واحتياجات التنمية المستدامة.
اجتمع المشاركون في المؤتمر من دبلوماسيين وخبراء وعلماء ونشطاء وقادة سياسيين وأكاديميين على هدف مشترك، ألا وهو تجنيب شعوب العالم الإسلامي المزيد من الصراع العنيف. علاوة على ذلك، كانت هناك قناعة بأن المسار الصحيح لحل النزاع يعتمد على التقدم من تطوير أطر انتقالية قصيرة المدى تمتد عبر ترتيبات الحوكمة الشاملة الدائمة.
ركزت المساهمات الفريدة على مدار الأيام الثلاثة حول تدابير صنع السلام ونماذج الكفاءة السياسية، وذلك بالتطرق إلى النصوص والتقاليد الغنية والعريقة للإسلام، وقد كانت نقطة الانطلاق الحاسمة مقاصد الشريعة (مقاصد الشريعة الإسلامية)، حيث قدمت أساسًا لمعايير ومبادئ معيارية مستوحاة من الإسلام فيما يتعلق بتخفيف المعاناة الإنسانية، وتعزيز التنمية البشرية، واحترام الحكم الرشيد، والنهوض بالحريات الأساسية، وإرساء سيادة القانون، وإقامة حكم شامل قائم على الاستشارة الشعبية.