نظّم مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، بالتعاون مع منتدى الدوحة، النسخة الأولى من منتدى قطر للوساطة، بحضور كبار الدبلوماسيين والخبراء العالميين في مجال الوساطة، وذلك يوم الإثنين الموافق 9 كانون الأول/ ديسمبر 2024.

استهدف المنتدى، في جلساته المتعددة، تعزيز جهود الوساطة بوصفها أداة استراتيجية لحل النزاعات وتعزيز السلم العالمي، وتسليط الضوء على التحديات المتزايدة التي تواجه الوسطاء في ظل الأوضاع الدولية الراهنة؛ وصولًا إلى خلق فضاء مبتكر ومستدام لحل النزاعات والدبلوماسية الإنسانية، بما يتماشى مع الاحتياجات الملحة في ظل تعقيدات المشهد الحالي.

وفي سبيل ذلك سعى المنتدى إلى توفير بيئة هادئة ومواتية تتيح الفرصة للمشاركين لاستكشاف التحديات التي تواجه الوسطاء في الوقت الراهن، ومعالجة القضايا الحساسة، ومن ثم العمل على تطوير أساليب عملية تسهم في تعزيز جهود الوساطة في خضمّ نظام عالمي متغير.

استهلت الجلسات بكلمة افتتاحية للدكتور أحمد بن محمد المريخي، المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشراكات بين القطاعين العام والخاص والتمويل الاجتماعي الإسلامي، أكد فيها مواصلة دولة قطر، وبتوجيهات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، تبني مناهج مبتكرة في مجال الوساطة، مشيرًا إلى أن قطر لا تكتفي بأداء دور الوسيط في النزاعات، بل تسعى أيضًا لدعم البحث والابتكار، وتطوير الأدوات التي تساعد الوسطاء على التصدي للتحديات المتزايدة في سياق النزاعات العالمية.

من ناحيته أكد الدكتور غسان الكحلوت، مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، أن تنظيم هذا المنتدى إنما هو تجسيد لرؤية قطر العميقة تجاه الوساطة بوصفها جزءًا من هويتها الوطنية. وأوضح أن المنتدى يوفر منصة للوسطاء البارزين، والدبلوماسيين، وصناع السياسات، لتبادل الأفكار والخبرات، واستكشاف حلول عملية للنزاعات الأكثر تعقيدًا في عصرنا.

هذا وناقشت جلسات المنتدى الخمس العديد من القضايا المحورية المتعلقة بالنزاعات المسلحة، التي وصلت إلى مستويات غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية. وركّز المشاركون على أهمية العمل الجماعي لمواجهة آثار النزاعات على المجتمعات المدنية، وأهمية تعزيز شراكات تقوم على الثقة والقيم المشتركة لتحقيق السلام والاستقرار.

وأكد سعادة الدكتور محمد بن عبدالعزيز الخليفي، وزير الدولة في وزارة الخارجية، في كلمته الختامية للمنتدى، التزام دولة قطر الراسخ بالوساطة، التي تعد أحد أعمدة سياستها الخارجية، مشيرًا إلى ما حققته الوساطة القطرية من اختراقات مهمة في أزمات إقليمية ودولية مثل أزمات دارفور، وأفغانستان، ولبنان، والصراع الروسي - الأوكراني. كما أوضح الخليفي أن هذا المنتدى يمثل امتدادًا لجهود قطر في تطوير أساليب مبتكرة للوساطة، وتدريب أجيال جديدة من الوسطاء، وتعزيز المشاركة النسائية والدبلوماسية الإنسانية.

وقد خلص منتدى قطر للوساطة إلى عدة توصيات، أهمها: ضرورة البحث عن طرق جديدة لحل النزاعات، وتعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة، والعمل على بناء مجتمعات أكثر استقرارًا، والدعوة المفتوحة للوسطاء والدبلوماسيين لتوحيد الجهود في سبيل بناء مستقبل يسوده السلام.