شهد منتدى قطر للوساطة الإعلان عن إطلاق مبادرة الدبلوماسية الإنسانية، وذلك برعاية سعادة الدكتورة مريم بنت علي بن ناصر المسند، وزيرة الدولة للتعاون الدولي في دولة قطر، وبالتعاون بين وزارة الخارجية القطرية، والهلال الأحمر القطري ممثلًا برئيسه سعادة السيد يوسف بن علي الخاطر، ومركز دراسات النزاع والعمل الإنساني ممثلًا بمديره الدكتور غسان الكحلوت.
تندرج المبادرة ضمن إطار استراتيجية قطاع التعاون الدولي المنبثقة عن الاستراتيجية الوطنية الثالثة للتنمية (2025–2030)، لتمثل خطوة متقدمة لتعزيز قدرات قطر في مجال الدبلوماسية الإنسانية؛ من خلال تطوير أدوات تحليلية متخصصة، وبناء كفاءات مهنية، وتحسين آليات الانخراط المنسق في البيئات المتأثرة بالأزمات، وتعكس في الوقت ذاته التزام دولة قطر بترسيخ نهج إنساني قائم على المبادئ والأدلة في العمل الإنساني والدبلوماسي.
تتضمن المبادرة إنشاء وحدة للدبلوماسية الإنسانية في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، بحيث تكون مركزًا للبحث وبناء القدرات والدعم في مجال السياسات، وبحيث تساهم في دعم جهود قطر لتعزيز حماية المدنيين، وتحسين الوصول الإنساني، ودعم اتخاذ القرار المستنير في الأزمات المعقدة. وبناء عليه؛ تستهدف وحدة الدبلوماسية الإنسانية الإسهام في تطوير دراسات معمّقة تحدد أولويات القضايا الإنسانية؛ وبناء أدوات تحليل ومتابعة تدعم صُنّاع القرار؛ إضافة إلى توفير منصة بحثية تُطور القدرات الوطنية في مجال الدبلوماسية الإنسانية؛ فضلًا عن تعزيز التكامل بين العمل الإنساني الميداني والخبرة البحثية والمعرفية.
ومن جانبها أكدت سعادة الدكتورة مريم المسند ان "هذه المبادرة تأتي في لحظة تحتاج فيها الساحة الدولية إلى أدوات مبتكرة تتعامل مع التعقيد، وتوفر حلولًا عملية قائمة على المبادئ والحقائق الميدانية." وأشادت "بالدور الكبير الذي يقوم به الهلال الأحمر القطري بصفته أحد أهم أركان الاستجابة الإنسانية في الدولة، وأحد شركائنا الرئيسيين في العمل داخل البيئات الصعبة. وبدور مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني الذي سيُطلِق الوحدة ويتابع عملها بما يشمل مراحل التأسيس، وبناء القدرات، والشراكات، والابتكار المعرفي، والتقييم المستمر للأثر".
أشار السيد الخاطر في كلمته التي ألقاها "إلى أن الدبلوماسية الإنسانية تقوم على التوعية والتأثير والحشد بهدف حماية الكرامة الإنسانية، وتخفيف المعاناة، وتحسين بيئة العمل الإنساني، من خلال الحوار البنّاء مع الأطراف المعنية". كما نوه بدور الهلال الأحمر القطري الريادي في مجال الدبلوماسية الإنسانية داخل الحركة الدولية وخارجها، مستندًا إلى حضوره الميداني في مناطق النزاع والكوارث، وإلى خبرته المتراكمة في الحوار الإنساني وحشد الدعم للقضايا الأكثر إلحاحًا.
وختم الدكتور غسان حفل الإطلاق بأن هذه المبادرة تبني على سنوات من التعاون بين مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني والهلال الأحمر القطري، والذي استمر لأكثر من عشر سنوات منذ تأسيسه وأشاد بالدعم الكبير المقدم من وزارة الخارجية القطرية، كما تعكس الالتزام المشترك بتطوير الدبلوماسية الإنسانية وتعزيز التدريب في القانون الدولي الإنساني.