عقد مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني يوم الخميس الماضي، 11 كانون الأول/ديسمبر، محاضرة عامة بعنوان: «من مجلس الأمن إلى الميدان: حماية الأطفال المتأثرين بالنزاع المسلح»، ألقتها السيدة فانيسا فريزر، الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح. أدار الحوار الدكتور نور الله منوّر الباحث في مركز دارسات النزاع والعمل الإنساني.
واستندت المحاضرة إلى التجربة الدبلوماسية الفريدة للسفيرة فريزر، التي ترأست في دورها السابق فريق العمل التابع لمجلس الأمن الدولي المعني بالأطفال والنزاع المسلح، ما وضعها في صدارة الآلية الأساسية للأمم المتحدة المعنية برصد الانتهاكات والدعوة إلى المساءلة.
وقدّمت سعادتها نظرة نادرة من داخل أروقة مجلس الأمن على محركات النظام الدولي ومكابحه، مستعرضةً التحدي المعقد المتمثل في التكيف مع المصالح الجيوسياسية داخل المجلس لدفع أجندة الحماية. وسعت للإجابة عن سؤال محوري مفاده: كيف يمكن الانتقال من القرارات القوية التي تُتخذ في قاعات الدبلوماسية الدولية إلى تغيير ملموس في أنقاض المدن المدمرة ومخيمات اللاجئين؟
كما دعت السيدة فريزر خلال محاضرتها الأطراف المعنية إلى التوقف عن النظر إلى الأطفال بوصفهم مجرد «هوامش إحصائية» في النزاعات المسلحة، مشيرةً إلى أن العناوين الرئيسية في العالم كثيراً ما تهيمن عليها الحسابات القاتمة للحروب، بما يعرّض أكثر ضحاياها ضعفاً ومعاناة لخطر التحول إلى أضرار جانبية، وهم الأطفال، الذين تُسلب طفولتهم لا بفعل النظام الطبيعي للأشياء، بل نتيجة الفشل البشري في حمايتهم.
وبالإشارة إلى النزاعات المستمرة في فلسطين والسودان وأوكرانيا، أثارت رؤى السفيرة فريزر نقاشاً عاجلاً حول ضمير المجتمع الدولي، متسائلةً عما إذا كانت المؤسسات الدولية القائمة لا تزال تمتلك الإرادة والقدرة على ضمان الحماية الأساسية للأبرياء، وما يتطلبه تحقيق تعددية فعالة في عصر يتسم بالاستقطاب المتزايد.
حضر المحاضرة عدد من الباحثين والطلاب في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني ومعهد الدوحة للدراسات العليا وقدمت رؤى سياسية عميقة وتأملات شخصية حول واحدة من أكثر القضايا الإنسانية إلحاحاً في عالمنا المعاصر.