انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، الموافق 8 نيسان/ أبريل 2025، في العاصمة القطرية الدوحة، أعمال مؤتمر القيادة الإنسانية تحت عنوان: "القيادة التغييرية في زمن الأزمات المتعددة"، بتنظيم مشترك بين مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني (CHS) التابع للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات (ACRPS)، ومركز القيادة الإنسانية (CHL) بجامعة ديكن الأسترالية.
ويستقطب المؤتمر، الذي يُعقد على مدار يومين، ما يزيد على 250 من قادة العمل الإنساني من أكثر من 85 دولة، إلى جانب مئات المشاركين افتراضيًّا عبر الإنترنت، في منصة عالمية تهدف إلى تناول تحديات القيادة في بيئات الأزمات المتداخلة والمعقدة.
افتُتحت أعمال المؤتمر بكلمة ألقتها سعادة السيدة مريم بنت علي المسند، وزيرة التعاون الدولي في وزارة الخارجية القطرية، حيث أعربت عن ترحيب دولة قطر بانعقاد المؤتمر في هذا الظرف الدولي الحرج، مؤكدة أهمية "حشد الجهود الدولية لمواجهة الأزمات المتعددة، ومنع الانتهاكات، وتحقيق السلام". كما أشارت إلى التزام دولة قطر بمبادئ القانون الدولي الإنساني، عبر تعزيز التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين في سبيل حماية المدنيين وتعزيز الاستقرار.
من جانبه أكد الدكتور غسان الكحلوت، مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، في كلمته الافتتاحية، أن العمل الإنساني يواجه اليوم ضغوطًا غير مسبوقة، في ظل تناقص الموارد، وتضييق هامش الاستقلالية والنزاهة، وازدياد القيود والاستهدافات. مشيرًا إلى أن "القيادة الإنسانية التي يتناولها هذا المؤتمر ليست ترفًا نظريًّا، بل محاولة جادة للإجابة عن أسئلة جوهرية من مثل: من يقود الفعل الإنساني؟ وكيف؟".
وأوضح د. الكحلوت أن جدول أعمال المؤتمر يتضمن مجموعة واسعة من الجلسات والعروض التقديمية والمناقشات المتخصصة وورش العمل، في إطار مسعى جماعي لإحداث تغيير ملموس في حياة المجتمعات المتأثرة بالنزاعات والأزمات.
بدورها شددت الدكتورة ماري آنا ماغلاسون، مديرة مركز القيادة الإنسانية بجامعة ديكن، على أهمية المؤتمر في ظل ما يشهده القطاع الإنساني من أزمات متراكمة وتحديات تمويلية خانقة، وانهيار تدريجي للنظام القائم على القواعد. واعتبرت أن المؤتمر يُعدُّ فرصة لتصميم نظام عالمي جديد، "تتولى فيه المجتمعات المتأثرة بالأزمات رسم حلولها بنفسها، بدعم من حركة تضامن عالمية تمكّنها من الازدهار بكرامة".
وأضافت: "حان الوقت لإبراز القادة المحليين وتمكينهم من تقاسم معارفهم وأفكارهم على الصعيد الدولي. وإذا كان إصلاح القطاع الإنساني قد تأخر، فإننا اليوم نطمح إلى تبنّي تعددية الحلول بدلًا من فرض نموذج واحد لا يناسب الجميع".
وقد شهد اليوم الأول من المؤتمر انعقاد 16 جلسة توزّعت بين ورش عمل، وحلقات نقاشية، وعروض تقديمية، تناولت مواضيع القيادة المحلية، والتحديات الميدانية، وأخلاقيات العمل الإنساني، والشراكات الفعّالة بين الجهات الفاعلة في المجال الإنساني.
للمزيد من المعلومات يمكن الاطلاع على برنامج مؤتمر القيادة الإنسانية لعام 2025 عبر هذا الرابط.