عقد مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بالشراكة مع مؤسسة كونراد أديناور (KAS) ورشة عمل تحت عنوان: "الاتحاد الأوروبي ودول الخليج في اليمن: مقاربات الجهات المانحة الإنسانية"، وذلك يوم الثلاثاء 21 آذار/ مارس 2023، في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في الدوحة، قطر.

شهدت ورشة العمل مشاركة فاعلة لمجوعة مميزة من الخبراء المنتمين للأوساط الأكاديمية ومراكز الفكر وصناع السياسات والوكالات الإنمائية والإنسانية على مستوى الخليج والاتحاد الأوروبي واليمن. اشتمل جدول أعمال ورشة العمل على أربع جلسات تتمثل في: أولًا، نماط المساعدة للمانحين الخليجيين والاتحاد الأوروبي؛ ثانيًا، مكافحة تسييس المساعدات الإنسانية؛ ثالثًا، تفعيل العلاقة بين العمل الإنساني والتنمية والسلام؛ وأخيرًا، التوصيات السياساتية. ساهمت الجلسات في النهوض بالمعرفة حول فعالية المساعدات الإنسانية والتنموية في سياق اليمن، وذلك بشكل أساسي من خلال مقارنة جديدة بين المانحين من الخليج والاتحاد الأوروبي. هدفت ورشة العمل إلى الجمع بين مجتمعات المساعدة من مختلف أنحاء العالم لسد الفجوات القائمة، وتسهيل التفاهم المشترك، وتعزيز التنسيق والشراكات الإنسانية والإنمائية بشكل أكبر.

تضمنت الجلسة الأولى مداخلتين قدمها كل من مديرة NatCen الدولية، شيرين الطرابلسي مكارثي، والباحث الأول في مركز البحوث التطبيقية بالشراكة مع الشرق (CARPO)، سيباستيان سونز. وأكد المتحدثان على أهمية إيجاد طرق لتعزيز الفهم المتبادل لممارسات المساعدة بين دول الخليج والجهات المانحة في الاتحاد الأوروبي. تبع المداخلتين حلقة نقاشية نشطة بين المتحدثين والمشاركين حول التحديات والفرص المتاحة للتعاون المحتمل بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي.

أمّا الجلسة الثانية، فقد ركزت على القضايا المتعلقة بتسييس المساعدات الإنسانية على المستويين الإقليمي والدولي. وتطرق المتحدثان، خالد المزيني، الأستاذ المشارك بجامعة زايد، وسجاد محمد ساجد، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في اليمن، إلى موضوعات مهمة تتعلق بحيادية إيصال المساعدات، بما في ذلك قضايا تحويل المساعدات والضرائب والحصار. سلط البروفيسور المزيني الضوء على الفرق بين تسييس المساعدات والتضامن من خلال مقارنة المساعدات الخليجية والاتحاد الأوروبي باستخدام بيانات من خدمة التتبع المالي للأوتشا (FTS). بالإضافة إلى ذلك، تبادل السيد ساجد تجارب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن لتسليط الضوء على احتياجات الشعب اليمني والمساهمات المقدمة من المانحين. أثارت جلسة الأسئلة والأجوبة في الجلسة العديد من الأسئلة المحددة المتعلقة بالتفاوض حول الوصول لإيصال المساعدات الإنسانية، مثل مسألة لاصرار على وجود "المحرم" في السياق اليمني لتسهيل الوصول إلى المحتاجين.

تابعت الجلسة الثالثة أعمالها بمداخلة للدكتور محمد الدهشان، كبير المستشارين الاقتصاديين في مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن (OSEGSY)، تبعها مداخلة للدكتورة نادية السقاف، باحثة ووزيرة يمنية سابقة. ساهمت المداخلات في الفهم الواسع للترابط بين التنمية الإنسانية والسلام. أوضح الدهشان مدى ترابط المفاهيم التي تمت مناقشتها، بينما اقترحت السقاف معالجة القضايا المتعلقة بتمكين فكرة الرابطة الثلاثية التي تمت مناقشتها من خلال المشاركة الوثيقة مع المجتمع المحلي والإجراءات المتخذة على المستويات الجزئية.

طرحت الجلسة الأخيرة الموضوعات الرئيسة التي جرى مناقشتها وأسفرت عن الاتفاق على مجموعة من التوصيات السياساتية المتعلقة بأدوار دول الخليج والاتحاد الأوروبي كمانحين إنسانيين في اليمن، الهدف منها تسهيل التفاهم المتبادل وتعزيز حوار السياسات الشامل للمضي قدمًا. واختتمت الورشة بملاحظات ختامية بدأت بتوجيه الشكر للمشاركين على مساهمتهم القيمة للغاية والمناقشات المثمرة، كما اتفق الشريكان على أهمية تعزيز تعاونهما وتحويل مشاركتهما في الحدث إلى شراكة مستدامة من أجل تعزيز التعاون المستقبلي بين المانحين الخليجيين والاتحاد الأوروبي. في نهاية المطاف، يمكن أن تشكل ورشة العمل علامة فارقة نحو تحقيق تعاون أكبر بين دول الخليج ودول الاتحاد الأوروبي.