يستضيف مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في الدوحة سعادة السيد ناصر بن عبد العزيز النصر، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والستين والممثل السامي السابق للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، في محاضرة يلقيها بعنوان: "عام على رأس الأمم المتحدة في الوساطة وبناء السلام"، وذلك في الساعة السادسة من مساء يوم الثلاثاء الموافق 22 شباط/ فبراير 2022.

بعد عقدين من الخبرة في السلك الدبلوماسي في أروقة الأمم المتحدة بصفة وسيط وميسر، انتخب سعادة السيد ناصر بن عبد العزيز النصر رئيسًا للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والستين، التي بدأت في 12 أيلول/ سبتمبر 2011، وانتهت في أيلول/ سبتمبر 2012. عُقدت الدورة السادسة والستون في منعطف تاريخي حاسم، ولا سيما في المنطقة العربية، التي كانت تشهد موجة عارمة من الانتفاضات والثورات الشعبية تعبيرًا عن رفضهم للاستبداد والسلطوية وبحثًا عن التغيير للأفضل. في ضوء ذلك برزت قطر بقوة؛ بوصفها دولة فاعلة في العمل الدبلوماسي والوساطة في العديد من الصراعات في الشرق الأوسط، إذ سعت للتوصل إلى إجماعٍ سياسي في لبنان، وللتوصل إلى اتفاقية سلام تاريخية من أجل إنهاء الصراع في دارفور، كذلك رعاية اتفاقية السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان.

وتأتي هذه المحاضرة في وقت ما تزال فيه المنطقة في واجهة الصراعات والكوارث الطبيعية، وهي بأمس الحاجة إلى تكثيف الوسائل السلمية لحل النزاعات والوقاية منها. في ضوء ذلك، تتناول هذه المحاضرة طيفًا واسعًا من الموضوعات، من بينها: آثار الحروب وتداعياتها على السلم والأمن الدوليين، ودور منظمة الأمم المتحدة في حل الصراعات وتسويتها بالوسائل السلمية، ومدى الحاجة إلى تطوير بنيتها وأساليب عملها لمواجهة التحديات الكبيرة والمتعاظمة التي نشهدها في عصرنا الحالي؛ من قبيل الأزمة التي يمر بها الاقتصاد العالمي، واستمرار النمو السكاني، والتوسع العمراني، وزيادة التوترات، وتفشي النزاعات والكوارث الطبيعية، التي أدت إلى أزمة لاجئين غير مسبوقة منذ الحرب العالمية الثانية، وانتشار جائحة كورونا (كوفيد-19).

تتناول المحاضرة أيضًا التجربة الخاصة بالسيد ناصر النصر بصفته رئيسًا للجمعية العامة للأمم المتحدة بين عامي 2011-2012، والدروس المستفادة منها؛ فمن خلال خبرته سيوضح أنسب الطرق في تحديد وفهم المشكلات والتحديات المرتبطة بالنزاعات الطبيعية ومن صنع الإنسان، وسبل الوقاية منها، ووسائل الاستجابة لها بعد وقوعها.

يطرح السيد النصر رؤيته الإصلاحية لمؤسسات الأمم المتحدة، وكيفية تنشيط أدوارها التي قد تنعكس إيجابيًّا على قدرتها في صنع السلام العالمي. فضلًا عن ذلك سيحاول ربط ذلك بجوهر رؤيته، وخاصة في مجال التنمية المستدامة والتعدد الثقافي والحضاري، وصولًا إلى تركيزه على المفهوم الجديد للأمن وتحدياته.

يُولي مركز دراسات النزاع هذه المحاضرة اهتمامًا خاصًّا؛ انطلاقًا من تخصصه، إذ إنه مركز أبحاث ودراسات مستقل، يُقدّم مخرجاتٍ أكاديمية رصينة عابرة للتخصصات، تتناول أسباب النزاعات وآثارها، والأزمات الإنسانية، وهشاشة الدولة، والتحوّلات من الحرب إلى السلام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ومحيطها الإقليمي، كما يسعى للمقاربة بين عوالم التنظير والممارسة العملية؛ من أجل تطوير السياسات الملائمة، والمساهمة في حل الأزمات. ويتبنى المركز مبدأ تكامل الجهود، حيث يبني على الخبرة الأكاديمية والبحثية لفريقه، والزملاء المشاركين، إلى جانب الشراكات مع مؤسسات أكاديمية وبحثية مرموقة، عربية ودولية.

 سيلقي سعادة السيد ناصر بن عبد العزيز النصر محاضرته في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، يتبعها حوار قصير مع البروفيسور سلطان بركات، مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بالدوحة، ثم سيفتح الباب لأسئلة الجمهور وتعليقاتهم.

تُعقد المحاضرة وجاهيًّا في المدرج الرئيس بالمبنى الثقافي في معهد الدوحة للدراسات العليا. ويمكن متابعة البث المباشر للمحاضرة على منصات وشبكات التواصل الاجتماعي للمركز فيسبوك، وتويتر، ويوتيوب، مع توفر الترجمة إلى اللغة الإنجليزية.