الدوحة، 3 كانون الأول/ ديسمبر 2024
استضاف مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني (CHS) ومؤسسة سويس بيس (SwissPeace) ندوة عن بعد تحت عنوان: "دعم التعليم العالي في غزة: فهم الاحتياجات والفرص لآليات الاستجابة المنسقة والشاملة"، حيث جمعت هذه الندوة أكاديميين وصناع قرار وخبراء في مجال العمل الإنساني؛ لتسليط الضوء على التحديات الملحّة التي تواجه قطاع التعليم العالي في غزة، واستكشاف سبل الدعم المستدام.
عرضت الندوة آخر النتائج التي توصل إليها تقييم شامل للاحتياجات بعنوان: "الصمود بين الأنقاض: تقييم احتياجات التعليم العالي في قطاع غزة"، الذي أعدته مؤسسة سويس بيس بالتعاون مع أكاديمي بارز من الجامعة الإسلامية في غزة، وقد استعرض المشاركون التحديات النفسية والمالية والتعليمية التي تواجه الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والمؤسسات في ظل النزاع المستمر.
شارك في النقاش ممثلون عن ست جامعات في غزة، من بينهم عدد من رؤساء الجامعات، وقدموا شهادات مباشرة عن التحديات الفريدة التي يواجهونها، من بينها على سبيل المثال: الموارد المالية المحدودة، والعبء النفسي على الطلاب، وصعوبة الحفاظ على المعايير الأكاديمية في ظل ظروف الحصار، كما أشاروا إلى كيفية تعزيز آليات الدعم القائمة من خلال زيادة التنسيق بين الجهات المحلية والدولية.
كذلك فقد سلطت الجلسات النقاشية الضوء على الدور الحيوي الذي يضطلع به التعليم العالي، لا في تزويد الأفراد بالمهارات فقط، بل أيضاً في تعزيز صمود المجتمع ودفع عجلة التعافي بعد النزاع.
وأكد الدكتور غسان الكحلوت، مدير مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، أهمية التعليم العالي في غزة، لافتًا إلى أنه "أكثر من مجرد نظام تعليمي؛ إنه شريان أمل ومحفز لإعادة بناء المجتمعات. وهذه الندوة سلطت الضوء على الحاجة الملحة للجهود التعاونية لضمان استمرار الجامعات في غزة في أداء عملها الحيوي حتى في مواجهة الشدائد."
من جهته أشاد لوران غوتشل، مدير مؤسسة سويس بيس، بالدور الحيوي لمؤسسات التعليم العالي في غزة، مثنيًا على صمودها رغم الدمار الواسع، قائلاً: "في ظل تحديات غير مسبوقة تواصل هذه المؤسسات العمل، مما يبرز أهميتها الحيوية للمجتمعات أثناء النزاع، ومن ثم فمن الضروري أن تدعم الجهات الخارجية هذه المؤسسات بوصفها جهات مركزية في تعزيز التعافي المستدام."
اختتمت الندوة بدعوة الحكومات والجهات المانحة والمنظمات الدولية لاتخاذ الإجراءات اللازمة لإعطاء الأولوية للتعليم العالي بوصفه ركيزة أساسية في الاستجابات الإنسانية والتنموية في غزة، وذلك من خلال اعتبار الجامعات شركاء في التعافي بدلاً من مجرد متلقين للمساعدات، لتمكين أصحاب المصلحة من ضمان استجابة أكثر استدامة وتأثيراً للأزمة المستمرة.