نظّم مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني ندوة نقاشية مع تحالف المعارضة السورية، تناولت الأوضاع السياسية والإنسانية المرتبطة بالأزمة السورية، ومن ضمن ذلك مسار عملية السلام وأوضاع اللاجئين وإعادة الإعمار، وذلك بتاريخ 17 كانون الثاني/ يناير 2022. وقد ضمت هذه الندوة كلًّا من السيد سالم المسلط، رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية؛ والدكتور بلال تركي، القائم بالأعمال في السفارة السورية؛ والسيد أنس العبدة، رئيس هيئة التفاوض السورية؛ والسيد سعد بارود، سكرتير أول في السفارة السورية. أدار الندوة النقاشية البروفيسور سلطان بركات، مدير مركز دراسات النزاع والعمل الانساني، وتلتها جلسة أسئلة وأجوبة.

تناولت الندوة النقاشية وجهات النظر المتعددة الخاصة بالوضع الإنساني للاجئين والمواطنين السوريين. وأكد السيد سالم المسلط ضرورة الحفاظ على مصالح السوريين في الشؤون كافة، آملًا الإسراع بإحلال السلام والاستقرار وتحقيق اهتمام التحالف الرئيسي في تخفيف معاناة الشعب السوري كاملًا دون استثناء. وأعرب عن امتنانه لدولة قطر على دعمها للقضية السورية. وأشار السيد المسلط إلى علاقات المنطقة العربية مع سورية، ورأى أن عدم الوحدة مع الدول العربية هو ما أدى إلى إعادة تقييم الحلول السياسية في البلاد.

من جهة أخرى، أكد السيد أنس العبدة، رئيس هيئة التفاوض السورية، ضرورة العمل على عدة جبهات؛ سياسية وتعليمية وإعلامية وقانونية وزراعية وحقوقية وعسكرية، وأن استخدام استراتيجية التفاوض يتضمن إرساء الاستقرار والصبر الاستراتيجي والمرونة التكتيكية، بالإضافة إلى ذلك شدد السيد العبدة على ضرورة توافر خطة واضحة فيما يتعلق بالمسار السياسي.

أثناء جلسة الأسئلة والأجوبة طُرحت العديد من الأسئلة على السيد سالم المسلط والسيد أنس العبدة حول التحديات التي تواجه سورية ووضع اللاجئين، حيث أشار السيد سالم إلى أن الائتلاف السوري يركز على العمل مع المجتمع المحلي للمساعدة في معالجة القضايا والفجوات داخل المؤسسة، كما تطرق إلى أهمية توحيد مؤسسات المعارضة. في حين أكد السيد أنس العبدة أن إعادة إعمار سورية لا يمكن أن تتحقق بدون حل سياسي، ودعا إلى حل سياسي رئيسي ومستدام لتحقيق إعادة الإعمار.

يتماشى هذا الاجتماع مع مبادئ المركز لتعزيز الحوار وتشجيع التحليلات متعددة التخصصات للنزاعات والقضايا الإنسانية، وبناء السلام في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارجها. كما يأتي هذا الحدث انسجاماً مع تطلعات مركز دراسات النزاع إلى فتح آفاق الحوار في مناطق النزاعات حول العالم، والعمل على تحليل السياسات في مجالات إدارة النزاع وبناء السلام والاستجابة الإنسانية. كما أنه يعزز هدف المركز المتمثل في توطيد التعاون الداخلي والإقليمي والدولي من خلال جمع طيف واسع من الخبراء والمختصين والدبلوماسيين والأفراد المهتمين الآخرين، ومن ضمنهم أعضاء الشتات السوري في قطر.