استضاف مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، يوم الأحد الموافق 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر، محاضرة عامة بعنوان: "تأثير العقوبات على العمل الإنساني: أفغانستان نموذجًا". قدم المحاضرة الدكتور تريستان فيرارو، مستشار في القسم القانوني باللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف، وأدار الجلسة الدكتور لوران لامبرت، الأستاذ المساعد في معهد الدوحة للدراسات العليا.

افتتح المحاضرة السيد مامادو سو، رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الذي أكد في كلمته الافتتاحية أهمية مناقشة هذا الموضوع، خاصًة في هذا الوقت الحرج الذي تعاني فيه المنظمات الإنسانية من جراء العقوبات الدولية، ولا سيما بعد التغيرات السياسية في أفغانستان. وسلط السيد سو الضوء على دور المساعدات الإنسانية، مشيرًا إلى أنها أصبحت متشابكة بشكل كبير ومقلق بالسياسة. 

ولفت إلى أن العقوبات الدولية، التي تُستخدم غالبًا لممارسة الضغط السياسي على الحكومات، تؤدي- عن غير قصد- إلى تفاقم الأزمات الإنسانية في المناطق المتضررة من النزاع. وفي حالة أفغانستان، الدولة التي تشهد عدم الاستقرار منذ عقود، كانت تداعيات العقوبات على العمل الإنساني عميقة.

وشدد الدكتور فيرارو في تقديمه للمحاضرة على التزام اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالتخفيف من أثر العقوبات على العمل الإنساني، وأشار إلى أنه في السياقات المستقطبة مثل أفغانستان، وخاصة بعد سيطرة طالبان، يتضخم تأثير العقوبات الدولية. وأوضح الدكتور فيرارو أن العقوبات، رغم أنها لا تستهدف المنظمات الإنسانية على وجه التحديد، فإنها تعيق عملها. مشيرًا إلى مخاوف تتعلق بالعقوبات المفروضة على دول مثل أفغانستان وسوريا، حيث يتحتم على المنظمات الدولية غالبًا التعامل مع الأفراد أو الجهات الحكومية الخاضعة للعقوبات.

بالإضافة إلى ذلك، شرح الدكتور فيرارو بالتفصيل كيف كان للعقوبات المفروضة على التمويل والتجارة وحظر الأسلحة تأثير سلبي في القطاع الإنساني، شمل العمليات الأساسية مثل المعاملات المصرفية، والوصول إلى الموارد الحيوية كالنفط والمياه والكهرباء، وشراء المواد الكيميائية والسترات المقاومة للرصاص التي تخضع للحظر لكونها معدات عسكرية.

وأشار الدكتور فيرارو إلى المعضلة التي تواجهها اللجنة الدولية في التعامل مع حركة طالبان لتوصيل المساعدة الإنسانية إلى الفئات المتضررة، إذ قد يعد ذلك انتهاكًا للعقوبات الدولية المفروضة على طالبان. ومع ذلك فإن جهود اللجنة الدولية- وفق ما ذكره- قد أثمرت؛ وذلك عندما أعلن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، من خلال القرار رقم 2615، أن "المساعدات الإنسانية وغيرها من الأنشطة التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية في أفغانستان لا تشكل انتهاكًا" لتجميد الأصول الذي يفرضه المجتمع الدولي على طالبان.

بعد انتهاء المحاضرة أتيح الوقت لجلسة أسئلة وأجوبة مع الحضور. علمًا أن المحاضرة استقطبت جمهورًا متنوعًا، ضمَّ أكاديميين من مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني، والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ومعهد الدوحة للدراسات العليا، بالإضافة إلى طلاب من معهد الدوحة. وقد بثت المحاضرة مباشرة على منصات التواصل الاجتماعي التابعة للمركز.

مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني (CHS) هو مركز أبحاث مستقل، مقره في الدوحة، ويشارك في وضع السياسات والممارسات المتعلقة بالعمل الإنساني، والتعافي بعد النزاع، والوساطة في العالم العربي وخارجه.