ألقى فخامة  رئيس الصومال الدكتور حسن شيخ محمود محاضرة عامة حول وضع الجهود الرامية لتحقيق الاستقرار في الصومال في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني في الدوحة. وتأتي المحاضرة في وقت حرج بالنسبة لجهود بناء الاستقرار في الصومال، وذلك ضمن زيارة رسمية يقوم بها وفد حكومي رفيع المستوى لدولة قطر والتي تعتبر حليفًا إقليميًا لدولة الصومال. 

تواجه الحكومة الصومالية تحديات أمنية عميقة في ظل الانقسامات السياسية بين الولايات الفيدرالية في الصومال، والانسحاب العسكري الكامل لقوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، بالإضافة إلى تنظيم حركة الشباب  المتمردة.

أكد الرئيس محمود أن جهود صنع السلام الناجحة في الصومال يجب أن تنعكس من الدروس المستفادة من الفترة السابقة لانهيار الدولة في التسعينيات، والتي أضعفت مؤسسات الدولة المركزية  المعنية بسيادة القانون، وأدت إلى عدم وجود توافق سياسي بين النخب الصومالية. ونصح أن الدول يجب أن "تحافظ على السياسة داخل المؤسسات. كل الصعوبات التي واجهناها مع [الدكتاتور السابق] سياد بري، واجهنا أسوء منها بكثير في وقت لاحق، وذلك بعد فترة طويلة من وفاته [أي في عام 1995]".

وفي حديثه في الدوحة، أشار الرئيس إلى الدور البارز الذي لعبته قطر في الوساطة لحل النزاعات على المستوى العالمي. وتحدث عن تجربته السابقة في المصالحة والوساطة في مجتمعات الصومال، حيث قدم تأملاته بشكل متزن حول الدروس المستفادة من الاستراتيجيات الفاشلة في الماضي. وبين أنه قد تم توسيع الاستراتيجية الوطنية للاستقرار لتشمل حملات توعوية تستهدف الأيديولوجيا المتطرفة، وأنشطة مكافحة تمويل الإرهاب، بعد أن كانت تركز سابقًا على العمليات العسكرية ضد حركة الشباب الصومالية المتمردة.

كما تعهد بالتزامه بالمفاوضات الجارية مع أرض الصومال والحاجة إلى مصالحة مستدامة تعالج المظالم الأعمق للشعب الصومالي. وحذر من أن المصالحة قصيرة المدى لن تؤتي أكلها كما حدث سابقاً مع أرض الصومال، قائلاً "لا ينبغي أن نصافح بعضنا فوق قبور شهدائنا".

وأدار المحاضرة مدير المركز الإنساني الدكتور غسان الكحلوت، الذي قال إن "الحوار سيلعب دورًا أساسيًا في التوفيق بين الأطراف المتصارعة في الصومال ... ومن المهم أن يكون للمنطقة العربية دور مستمر كطرف ثالث في هذه الجهود".

وأعقبت تصريحات الرئيس جلسة أسئلة وأجوبة مع الحضور. حضر المحاضرة دبلوماسيون وصحفيون وأكاديميون وباحثون من مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني والمركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات ومعهد الدوحة للدراسات العليا. كما تم بث الحدث على وسائل التواصل الاجتماعي.

مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني هو مركز أكاديمي مستقل، وتتمثل الركيزة الأساسية لرؤية ومهمة المركز في تسهيل الحوار وبناء الجسور بين جميع الأطراف في المجتمعات المتأثرة بالصراع.