يعقد مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني لقاءً تفاكريًّا حول الانتقال الديمقراطي في السودان، يومي 4 و5 تشرين الأول/ أكتوبر، عقب الندوة الفكرية العامة المزمع عقدها في اليوم الثالث من ذات الشهر، بعنوان "أزمة الدولة الوطنية: السودان والطريق إلى الحكم المدني"، وقد نما إلى المركز أن ثمة تداولات بخصوص تلك الاستضافة، ومن ثَم نجد أن من الضروري التوضيح أن اللقاء التفاكري، الذي يشارك فيه مثقفون سودانيون من توجهاتٍ سياسية وفكرية مختلفة، هو مبادرة سودانية خالصة، وأن مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني وافق على استضافتها على أساس الفائدة الأكيدة المرجوة منها للسودان وشعبه، وهي تُعد تمهيدًا لحوارٍ بين قوىً أخرى، لاحقًا، وصولًا إلى حوارٍ جامعٍ بين كل القوى السياسية في السودان.
هذا إذًا حوار استهلاليّ بين قوى متقاربة، تمهيدًا لحوارٍ أوسع بين سائر القوى السودانية، وليس لاستضافته من طرف المركز أية علاقة بسياسة قطر الخارجية، التي تُفضل حوارًا جامعًا بطبيعة الحال. ومع ذلك، فقد أوضح المُبادرون السودانيون أن الوصول إلى مثل هذا الحوار هو هدفهم -أيضًا- من وراء تنظيم اللقاء، غير أنهم يريدون الوصول إليه بخطوات مدروسة وواثقة، وذلك ما يجري حاليًّا التحضير له، من خلال السعي لعقد لقاءات أخرى تشارك فيها قوىً سياسية ومنظمات أهلية ونقابات مهنية مختلفة، تغطي شرائح أكثر شمولًا.
ومن الجدير بالذكر أن مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني هو مؤسسة أكاديمية بحثية مستقلة، وقد دأب على استضافة حوارات وطنية مشابهة، سودانية وغيرها، يُشارك فيها أكاديميون ومثقفون ومفكرون، وقيادات رسمية وغير رسمية، من مشارب فكرية وسياسية مختلفة، بما تتيحه المحددات السياقية واللوجستية في حينها. يكون ذلك على هيئة سلسلة حوارية في الغالب، ضمانًا لسلاسة إدارة الحوار بين المتحاورين أنفسهم، ويكون دور المركز في العملية هو الاستضافة والتيسير فقط.