يعقد مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني بالتعاون مع برنامج إدارة النزاع والعمل الإنساني بمعهد الدوحة للدراسات العليا وشبكة العمل الإنساني (NOHA) ومدرسة جيمي وروزالين كارتر للسلام وحل النزاعات – جامعة جورج ميسون مؤتمر "دراسات النزاع والعمل الإنساني"، وذلك يومي 22 و23 كانون الثاني/ يناير 2025، في مقر مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني.
يستقبل المؤتمر السنوي لدراسات النزاع والعمل الإنساني، في نسخته الأولى لعام 2025، 34 باحثًا من مختلف أنحاء العالم بـ 28 ورقة بحثية ضمن أربعة محاور رئيسة تغطي مجالات دراسات النزاع والعمل الإنساني. ويستهدف المؤتمر توفير منصة للنقاش المفتوح والنقدي، تسلط الضوء على الأطر النظرية، والمناهج البحثية، والجوانب الأخلاقية التي تشكل أساس هذه الدراسات، وتشجع المساهمات التي تتناول سياقات جغرافية متنوعة، مع تركيز خاص (دون حصر) على منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا.
أهداف المؤتمر ومحاوره:
يأتي هذا المؤتمر استجابةً للحاجة الملحّة إلى معالجة التحولات الجذرية التي طرأت على ديناميات النزاع والأزمات الإنسانية، سواء في العالم العربي أو على المستوى العالمي. فقد أدت التحولات الجيوسياسية، والابتكارات التكنولوجية، والتحديات البيئية، خلال السنوات الأخيرة، إلى تغييرات جوهرية وسريعة في طبيعة هذه النزاعات والأزمات. ويتطلب تعقيد هذه التحديات وحجمها حوارًا متعدد التخصصات وشاملًا يعزز تبادل المعرفة والخبرات، ويحفّز الأفكار المبتكرة بين مختلف الأطراف المعنية.
في هذا السياق، يسعى المؤتمر إلى توفير منصة للتفاعل والتفكير متعدد التخصصات تجمع نخبة متنوعة من الأكاديميين والباحثين والممارسين وصنّاع السياسات. ويهدف إلى إزالة الحواجز بين التخصصات المختلفة، وتعزيز فهم شامل ومتكامل للصراعات والأزمات الإنسانية الراهنة. ومن المتوقع أن يسهم هذا الحوار في صياغة استجابات أكثر كفاءة وملاءمة للسياقات المحلية، وهو ما يساعد في معالجة التحديات المعقدة التي تواجه المجتمعات المتأثرة بالنزاعات.
كما يركز المؤتمر على ضرورة توطين أبحاث النزاعات والعمل الإنساني، بما يضمن إدماج الأصوات المحلية المتنوعة، والرؤى متعددة الأبعاد، والمعارف الأصيلة، في الخطاب الأكاديمي والسياساتي. وعلاوة على ذلك، يسعى إلى تشجيع مشاركة الباحثين الناشئين من البيئات المتأثرة بالنزاعات، لتمكين جيل جديد من المتخصصين في مجالات دراسات النزاع والعمل الإنساني. ويطمح المؤتمر الافتتاحي لدراسات النزاع والعمل الإنساني إلى أن يكون نقطة انطلاق لنقاشات مبتكرة، متعددة التخصصات وشاملة، تمهد الطريق نحو سياسات وممارسات أكثر فعالية وتوافقًا مع السياقات المحلية.
وستُنَظَّم الأوراق البحثية المقترحة ضمن جلسات نقاشية تندرج تحت المحاور الأربعة التالية:
المحور الأول: الوساطة وصنع السلام
سيتناول هذا المحور القضايا المتعلقة بالوساطة في النزاعات وصنع السلام. ويشمل ذلك- على سبيل المثال لا الحصر- تحديات المسار الثاني لصنع السلام، ودور دول الخليج في الوساطة في النزاعات، وتقييم اتفاقيات السلام. ويركز هذا الموضوع على الجمع بين الأفكار الراسخة والجديدة حول الوساطة الخليجية وصنع السلام لزيادة إثراء هذا التخصص.
المحور الثاني: النزاع والتعافي داخل الدول العربية وخارجها
سيغطي هذا المحور القضايا التي تتعلق بالنزاع والتعافي بعد انتهاء النزاع وبناء السلام في الدول العربية وخارجها. وسيركز خاصة على مسألة التعافي بعد الإبادة الجماعية في قطاع غزة والمنطقة ككل في أعقاب الأحداث المدمرة التي وقعت في عامي 2023 و2024.
المحور الثالث: التحديات الحالية ومستقبل العمل الإنساني
سيتناول هذا المحور التحديات الحالية للعمل الإنساني ومستقبله، وذلك في ضوء العوائق المستمرة التي تحول دون وصول المساعدات الإنسانية، والمستويات الشديدة من انعدام الأمن الغذائي، والنزوح، وانتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، والإفلات الكامل من العقاب، في غزة والسودان واليمن وسورية وأفغانستان وجنوب السودان، من بين سياقات أخرى. قد يغطي هذا الموضوع حلقات نقاش حول دور الدبلوماسية الإنسانية، والتفاهمات المختلفة والمتغيرات غير الغربية للعمل الإنساني، وتسييس العمل الإنساني وعدم تسييسه، والعلاقة الثلاثية أو نهج الإنسانية والتنمية والسلام، وإعادة التفكير في النظام الإنساني العالمي في سياق تقلص التمويل ومساحة العمل الإنساني.
المحور الرابع: توطين دراسات النزاع والعمل الإنساني
يؤكد هذا المحور الحاجة إلى دمج الخبرات ووجهات النظر والمعرفة المحلية في دراسات النزاع والعمل الإنساني. ومن خلال استكشاف الاعتبارات المنهجية والأخلاقية، وبناء القدرات، ودور الشراكات المحلية والدولية، يهدف هذا الموضوع إلى تحويل ميزان القوى وصنع القرار نحو نُهج أكثر حساسية للسياق وموجهة محليًّا.