يمكن للمجتمعات أن تبدأ عملية التحول من نظام سياسي إلى آخر، ولكن وقت انتهاء التحولات وكيفية حدوثها يخضعان للعديد من المتغيرات التي ليست بالضرورة في متناول أولئك الذين بدؤوها. ويعد العنف دائمًا مسارًا محتملًا لهذه التحولات، حتى في ظل وجود اتفاقيات سلام متفاوض عليها. وفي الواقع فإن "الثلث فقط من التسويات التفاوضية للحروب الأهلية المتعلقة بالهوية، التي تستمر خمس سنوات، ما تزال ثابتة"، ويعني ذلك أن ثلثي الحروب الأهلية التي تنتهي باتفاقيات السلام من المرجح أن تعود إلى شكل من أشكال العنف في السنوات التالية. لم تكن انتفاضات الربيع العربي استثناءً من هذه النتائج؛ فبعد عشر سنوات من انطلاقها (2011-2020)، ما تزال أربع دول (سورية وليبيا واليمن ومصر) تعاني من العنف، باستثناء تونس، وأصبحت بعض الأنظمة أكثر رسوخًا، وأصبح التدخل الخارجي هو القاعدة التي حددت المستقبل السياسي للعديد من هذه البلدان. وقد أنتجت التحولات في بلدان أخرى أشكالًا من العنف والإرهاب أكثر تطرفًا مما شهدته المنطقة في أي وقت مضى، مثل نشوء الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، واستخدام أسلحة الدمار الشامل، مثل الأسلحة الكيماوية التي استخدمت في سورية. كذلك فإن الحروب التي اندلعت في بلدان مثل ليبيا واليمن وسورية، وامتدت إلى بلدان أخرى، ووقعت في شرك الأطراف الدولية، لا يبدو الآن أن ثمة نهاية تلوح في الأفق....
To cite: Fraihat, Ibrahim. "Avoiding Violence: The Six Principles for Successful Political Transitions." The Brown Journal of World Affairs Fall/Winter xxvii, no. 1 (2020): 167–81.