تحت حماية الشرطة الإسرائيلية حاول مستوطنون إسرائيليون، خلال شهر رمضان المبارك، اقتحام حرم المسجد الأقصى وباحاته. وفي نفس الوقت، كان هناك مستوطنون آخرون يحاولون إجبار الفلسطينيين عنوة على ترك منازلهم في حي الشيخ جراح في القدس الشرقية، تطبيقًا لسياسات العنف الاستعماري الاستيطاني الممنهج. وفي سياق مشوب بالتوتر، وبعد تحذيرات من أن أي انتهاك لحرمة المسجد الأقصى لن يمر من دون رد، أطلقت حركة حماس صواريخ باتجاه أهداف إسرائيلية، وفي 10 أيار/مايو 2021 شن الكيان الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة النطاق ضد قطاع غزة. ومن ثم تعرض القطاع مرةً أخرى لجولة عنيفة من القصف، أسفر عن استشهاد أكثر من 250 فلسطينيًّا وتشريد الآلاف من منازلهم، مؤديًا إلى مزيد من الإفقار وتردّي الواقع الاقتصادي.
المتابع للوضع في غزة على مدى سنوات يشعر بوهم سبق الرؤية (الديجافو) (Déjà vu).
منذ 12 عامًا كان الدكتور سلطان بركات قد نشر توصيات حول إعادة إعمار قطاع غزة في أعقاب حرب 2008/2009. مضى على ذلك أكثر من عقد أُنفقت خلاله مليارات الدولارات على إعادة الإعمار، إلا أن النتائج على أرض الواقع لم تكن مبهرة، واستمرت أوضاع الفلسطينيين في التدهور. والآن، وبعد أن توقف القصف وتحول الاهتمام إلى لملمة الحطام، وقبل الشروع في أي خطوة، يجب إعادة التفكير جذريًّا في طريقة إعادة إعمار قطاع غزة، لتجنب العثرات التي حدثت في المحاولات السابقة لإعادة بناء المنطقة التي يطوّقها الحصار الجائر.
تسعى إحاطة السياسة المقدمة من مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني إلى تحليل القضايا الرئيسية التي تواجه إعادة إعمار قطاع غزة، وتقدم توصيات استراتيجية للأطراف المعنية بهذا الشأن. ويستند هذا التحليل إلى سنوات من البحث والمشاركة في العمل الإنساني وجهود إعادة الإعمار في غزة وأماكن أخرى في المنطقة.