إن إعادة بناء العراق، بعد غزوه واحتلاله من جانب الولايات المتحدة وحلفائها عام 2003، تشكل تحديًا كبيرًا للنظرة التي حظيت بتوافق الآراء حول إعادة بناء ما بعد الحرب، والتي نشأت في أعقاب الحرب الباردة، في أن يُنظر إلى إعادة إعمار العراق على أنها جزء لا يتجزأ من الاستراتيجية العسكرية والمصلحة الاستراتيجية الخارجية. كما يقدم العراق نفسه سياقًا مختلفًا جدًّا من حيث تنميته البشرية والاقتصادية وموارده وتاريخه الحديث بالمقارنة مع الدول الأخرى التي كانت موضوع تدخلات إعادة الإعمار. تستند هذه الورقة إلى أربعة مبادئ أساسية لإعادة الإعمار في مرحلة ما بعد الحرب: فهم السياق (التاريخي والثقافي والإقليمي)، وتطوير رؤية وطنية مشتركة للمستقبل، وتطوير الحكم الجماعي، والحث على التنمية كإطار لتحليل طبيعة محاولات إعادة البناء في العراق. كما تتتبع صعوبات تنفيذ الانتقال السلمي إلى الفشل في فهم الآثار المترتبة على محاولة فرض خطة محددة مسبقًا في ظل الظروف المضطربة في العراق في مرحلة ما بعد صدام. ولكن على الرغم من هذه الأخطاء العديدة، فإن الورقة تنتهي إلى اقتراح إمكانية التوصل إلى طريق يفضي إلى التقدم إلى الأمام.
للإشارة إلى هذا الكتاب: Barakat, S., 2005. عراق ما بعد صدام: تفكيك نظام وإعادة بناء أمة. مجلة (Third World Quarterly، 26 (4-5، ص, 571-591.