تأتي هذه الدراسة للإجابة على تساؤل رئيس يتمحور حول مدى الاندماج المحلي للاجئين الصحراويين في الجزائر؟ باعتبارها البلد المضيف لهم منذ ما يزيد عن 43 عامًا. وذلك من خلال تحليل مجموعة من المؤشرات القانونية، الاقتصادية، والاجتماعية.  باستخدام المنهج الوصفي التحليلي اعتمادًا على المسح بالعينة، من خلال إجراء عدد من المقابلات مع عينة دراسية من اللاجئين الصحراويين بالجزائر، ثم تحليل ومناقشة البيانات الميدانية للوصول إلى نتائج عامة حول الموضوع، والتي ساهمت في الإجابة على التساؤل المطروح في البداية.

وقد توصلت الدراسة إلى مجموعة من النتائج تصبّ في أن عملية الاندماج المحلي للاجئين الصحراويين في الجزائر وبالرغم من تعقيدها، إلا أنها شبه تامة من الناحيتين القانونية والاجتماعية حيث حصل اللاجئون الصحراويين على جملة من الحقوق كالحق في التعليم، الرعاية الصحية، الإقامة القانونية وحرية التنقل داخليا وخارجيا، كما يحوزون على القبول اجتماعيا والترحيب من المجتمع الجزائري، غير أنهم لم يحظوا بنفس الفرص من الناحية الاقتصادية إذ يعانون لحد الآن من التبعية للمساعدات الإنسانية نتيجة شبه انعدام سبل كسب العيش وعلى رأسها فرص العمل، مما يفرض على البلد المضيف العمل على إيجاد حلول ناجعة وسريعة لهذه المشاكل، خاصة وأن وضع اللاجئين الصحراويين في الجزائر قد طال أمدهما يستدعي على التركيز فعليا عملية الاندماج المحلي كحلٍ دائمٍ في ظلال نزاع حول إقليمهم والذي لا يظهر حله جليا في الأفق القريب والمتوسط .