يستخدم الناجون من الحرب عمليات معرفية وعاطفية متعددة لحماية صحتهم العقلية من الآثار السلبية للصدمات النفسية. ولأن الأمهات والرضع قد يكونون معرضين بشكل خاص للصدمات النفسية في ظروف الحرب، فمن المهم أن نحدد أي العمليات المعرفية والعاطفية تكون فعّالة لمنع التأثيرات السلبية للصدمات النفسية.

بحثت هذه الدراسة فيما إذا كان نمو الأمهات المرتفع ما بعد الصدمة والإدراك الإيجابي لما بعد الصدمة يحمي صحتهن العقلية، أولًا، ويساعدهن على السيطرة على الكرب لدى أطفالهن وتطورهم الحسي واللغوي من آثار صدمة الحرب، ثانيًا.

شاركت في الدراسة 511 أمًّا فلسطينية وأطفالهن من سكان قطاع غزة. جرت مقابلة الأمهات في الثلث الثاني من الحمل، وكذلك عندما كان عمر الرضيع أربعة أشهر، واثني عشر شهرًا. أبلغت الأمهات عن نمو ما بعد الصدمة، وإدراك ما بعد الصدمة، عندما يكون عمر الطفل أربعة أشهر. كما أبلغن أيضًا عن تعرضهن لأحداث حرب مؤلمة في الثلث الثاني من الحمل والشهر الثاني عشر من عمر الطفل، ووصفن ظروفهم الصحية العقلية (على سبيل المثال، اضطراب ما بعد الصدمة و/أو أعراض الاكتئاب والتداعي) في الشهر الثاني عشر. اُستُخدِم استطلاع سلوك الرضيع (IBQ) لقياس تنظيم إجهاد الرضع في الشهر الرابع وتطور الحواس الحركية والمدركات اللغوية في الشهر الثاني عشر من عمر الرضيع. وقد أظهرت النتائج، التي استندت إلى تحليلات الانحدار مع شروط التفاعل بين الصدمة ونمو ما بعد الصدمة، أظهرت أن المستويات العالية من أحداث الحرب المؤلمة لم تكن مرتبطة بمستويات عالية من اضطراب ما بعد الصدمة، أو أعراض الاكتئاب أو التداعي بين الأمهات اللائي أظهرن مستويات عالية من نمو ما بعد الصدمة. يشير هذا إلى أن نمو ما بعد الصدمة قد يحمي الصحة العقلية للأم من آثار الصدمة. في المقابل، بدا أن النمو الإيجابي بعد الصدمة للأم يحمي "السيطرة على الكرب" لدى الرضع من آثار صدمة الحرب.

وتختتم الدراسة بمناقشة طرق تطوير وتنفيذ التدخلات الوقائية لثنائيات الأم والرضيع في ظروف الحرب.

يتوفر هذا المقال في مجلة سلوك وتطور الأطفال الرضع.

للإشارة إلى هذا المقال: 2018.  دياب، س.، إيزوسافي، س.، قوطة، س.، بوناماكي، ر.، كوتينين، س. الدور الوقائي لنمو الأمهات بعد الصدمة ومعالجة الصدمات المعرفية بين الأمهات والرضع الفلسطينيين. سلوك الرضيع ونموه، 50. ص، 284 – 299.