ملخص:
تهدف هذه الدراسة إلى تفسير عوامل التدخل الروسي المباشر في سورية، وتحديد دور العقيدة الأمنية في عقيدة بوتين السياسية العامة في اتخاذ قرار التدخل وتنفيذه، في ضوء منهج وصفي تحليلي تاريخي مركب. وتحدد المشترك المستمر بين مراحله بمركزية العقيدة الأمنية، المتمثلة في العقدة أو المسألة الشيشانية في شمال القوقاز، وربطها بين الأخطار الخارجية والأخطار الأمنية الداخلية، والقراءة الأمنية لما يُعرف روسيًّا بـ"الثورات الملوّنة"، ثم ثورات "الربيع العربي"، بوصفها مؤامرة غربية لإضعاف روسيا، وتهديد الأمن الروسي الداخلي من خلال تأثيرها- ولا سيما مع التطور الدراماتيكي لأحداث الثورة السورية- في عودة المسألة الشيشانية إلى الاندلاع من جديد في شمال القوقاز.
وقامت إشكالية الدراسة على اختبار فرضياتها، مميزة بين متغيرات حاكمة في قرار التدخل (المسألة الأمنية) وبين عناصر مؤثرة (المصالح الجيوسياسية الروسية في العودة إلى الشرق الأوسط، والمصالح الاستراتيجية والتجارية، والتجارة العسكرية الروسية.. إلخ). وقد قامت فرضيات الدراسة على أن تلك المصالح كانت عناصر مؤثرة ولم تكن عناصر حاكمة حاسمة، لكن توسعها كان من نتائج المتغير التابع (النتيجة) النهائي، لتغدو روسيا قوة شرق أوسطية، لكن للمفارقة دون سياسة شرق أوسطية حتى الآن عمومًا.