تبحث هذه الورقة آثار الاضطرابات المدنية في البيئة الحضرية، وقد اتخذت من مدينة بلفاست في أيرلندا الشمالية أنموذجًا للدراسة. وتستكشف الورقة ما حدث من تدمير مستمر وإعادة إعمار وتنمية منذ اندلاع أسوأ الصراعات في أواخر ستينيات القرن الماضي حتى اليوم.
ولهذا الغرض، فقد زار المؤلف بلفاست بين 4 و11 آذار/مارس 1990، حيث أجرى مقابلات مع عدد من المسؤولين والمختصين والسكان المحليين، وزار عددًا من وزارات الدولة.
في سياق أيرلندا الشمالية، تأتي "الاضطرابات" أساسًا في شكل إرهاب "حقيقي" و"مدمر"، دون الخوض في الأساليب التقليدية للحرب وفي قتال الشوارع، وهو ما شهدناه في عديد من الحروب الأهلية والصراعات في الشرق الأوسط. ومع ذلك، ساعدت دراسة بلفاست على تطوير هذه الأطروحة بطرق عدة. فبالإضافة إلى تطوير قدرات المؤلف على التحقيق والبحث في سياق غريب تمامًا، فقد ساعدت على استخلاص بعض الدروس التي أضيفت إلى السياق العام لدراسة إعادة الإعمار بعد الحرب، ولا سيما في الحالات التي تكتنفها انقسامات دينية أو اجتماعية.
للإشارة إلى ورقة العمل هذه:1993. بركات، س. الاضطرابات المدنية التي تشكل البيئة المبنية في أيرلندا الشمالية: حالة بلفاست. معهد الدراسات المعمارية المتقدمة، جامعة يورك.