من المتوقع أن يمثل التحكم الفاعل في العاطفة حماية للصحة العقلية في حالة الإصابة بالإجهاد الناجم عن الصدمة، ومن ثم فقد عمدنا في هذه الدراسة -أولًا- إلى تحليل الوظيفة الوقائية (الوسيط) لمختلف الاستراتيجيات الخاصة بالتحكم في العاطفة والارتباطات بين التحكم في العاطفة والصحة العقلية، ثم اختبرنا -ثانيًا- الفروق بين الجنسين في الوظيفة الوقائية للتحكم في العاطفة والعلاقة بين استراتيجيات التحكم في العاطفة والصحة العقلية.
بلغ عدد المشاركين بالدراسة 482 طفلًا فلسطينيًّا (49.4% فتاة، أعمارهن بين 10-13 سنة، المتوسط = 11.29، الانحراف المعياري = .68)، وقد جرى تقييم تحكمهم العاطفي من خلال استطلاع التحكم في العاطفة والصحة العقلية بدليل الكرب ما بعد الصدمة (مقياس تأثير الحدث في الأطفال)، والاكتئاب والضائقة النفسية (استطلاع نقاط القوة والصعوبات)، والأعراض وسلامة الصحة النفسية (الصحة العقلية نموذج قصير). اشتملت صدمة الحرب على 42 حدثًا، وأظهرت النتائج ما يأتي: أولًا، لا يمكن لأي من استراتيجيات التحكم في العاطفة أن تحمي الصحة العقلية للطفل من التأثير السلبي لصدمات الحرب، لكن التحكم في العاطفة الذي يركز على الذات كان مرتبطًا بأعراض اكتئاب منخفضة، صاحبه دعم بتحكم العاطفة، مع التمتع بمستوى عال من الصحة النفسية، ومع ذلك فإن التحكم في العاطفة يشكل خطرًا شاملًا على الصحة العقلية للأطفال. ثانيًا، أمكن التوصل إلى وجود فروق بين الجنسين في العملية الوقائية للتحكم في العاطفة، ذلك أن التحكم في العاطفة الذي يركز على الذات والتداعي يشكل نقطة ضعف بين الأولاد.
وقد نوقشت النتائج في سياق المتطلبات العاطفية والتنظيمية للحرب وتهديد الحياة.