تواجه أفغانستان مؤخرًا أزمات إنسانية واقتصادية وسياسية شائكة ومعقدة، خاصةً بعد استيلاء طالبان المفاجئ على السلطة في آب/أغسطس 2021، حيث تقف البلاد على حافة كارثة أكبر. مع ذلك باستطاعة الأمم المتحدة مساعدة أفغانستان على الخروج من هذه الأزمة، كونها الفاعل الأول والأهم في المجتمع الدولي بالبلاد، بل ومن الضروري أن تواصل الأمم المتحدة دعمها الإنساني لأفغانستان، فقد ظلّت منخرطة ما يقارب الأربعة عقود، قبل وأثناء الحرب، بينما نسيت باقي منظمات المجتمع الدولي البلد بأكملها أثناء حكم طالبان السابق.
تناقش إحاطة السياسة المقدمة أهمية الأمم المتحدة باعتبارها الأنسب لإعادة بناء الثقة بين طالبان والمجتمع الدولي، وكذلك بين الأفغان، من أجل تجنب الكوارث الإنسانية؛ حيث يمكنها صياغة مخطط تدريجي أو خطوات لتحقيق الاستقرار في أفغانستان. كما تناقش الدور الذي يمكن أن تلعبه الأمم المتحدة في مساعدة أفغانستان من خلال تعزيز الثقة، عن طريق المصالحة، بين نظام طالبان والشعب الأفغاني، أو على الأقل الانقسامات السياسية؛ وقد يكون ذلك عبر الاستفادة من لويه جرګه Loya Jirga مستقبلية لزيادة التمثيل الحكومي وتعزيز المصالحة. وتلخص إحاطة السياسة أهم التحديات التي تواجه أفغانستان والشعب الأفغاني، كما أنها تحدد أهم المزايا النسبية للأمم المتحدة، وتضيف مجموعة من التوصيات السياسية لجميع الجهات الفاعلة والمعنية بالاستقرار في أفغانستان.
يعتبر هذا العمل أول منشور بحثي مشترك بين مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني (CHS) ومركز ستيمسون Stimson Center، والذي جاء عقب نقاش مشترك، عبر منصة زوم، بين مجموعة من الخبراء في كلا المركزين يوم الثلاثاء 26 أكتوبر / تشرين الأول 2021 حول دور الأمم المتحدة في أفغانستان.