نظّم مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني ندوة عامة، في 28 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، بعنوان "الاستقرار في الصومال: الجهود اللازمة لتحقيق السلام المستدام".

تعد هذه الندوة جزءًا من برنامج شامل مدته عام واحد لدعم الاستقرار في الصومال، وقد استضافت خبراء وباحثين صوماليين لمناقشة التحديات الراهنة التي تواجه الاستقرار في البلد الأفريقي، والجهود اللازمة على المستوى السياسي والاجتماعي والأمني.

ضمت الندوة ثلاثة خبراء وأكاديميين صوماليين كمتحدثين، وأدار الجلسة الدكتور أيهم السخني، وهو زميل أول باحث في مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني.

أوضح البروفيسور أفياري علمي، الأستاذ الباحث في جامعة سيتي مقديشو، في مداخلته، المكونات الرئيسة للتسوية السياسية في الصومال، والخطوات اللازمة لتوسيع نطاقها؛ وهي التطبيق المؤقت لنظام 4.5، والهيكل الفيدرالي، والتغييرات الحكومية المنتظمة، ومعالجة قضية حركة الشباب. وتناول كذلك العوامل الخارجية؛ مثل دعم الاتحاد الأفريقي ومساعدات المجتمع الدولي، التي تعد ضرورية لمنع التصعيد السياسي والعسكري في الصومال.

ومن ناحية أخرى، أكدت الدكتورة مريم قاسم، كبيرة المستشارين للسياسات والاستراتيجية لمكتب صندوق الأمم المتحدة للسكان في الصومال، على الدور الحاسم لتقديم الخدمات الاجتماعية في تحقيق الاستقرار المستدام وإعادة بناء القطاع العام، مشددة على الحاجة إلى الوصول إلى التعليم والمياه النظيفة والصحة وفرص العمل. وتشمل أبرز التحديات التي ذكرتها نقص الموارد المحلية، والمساءلة المالية، والكوارث الطبيعية، والقضايا الأمنية. ولمعالجة هذه القضايا، اقترحت الدكتورة قاسم توصيات من بينها زيادة الإنفاق العام على قطاعات الصحة والتعليم، وتحسين البنية التحتية، وإنشاء المستشفيات والمدارس.

وأخيرًا، أكد السيد شوقي هاير، المستشار الدولي في شركة آدم سميث الدولية، أهمية الأمن في توفير بيئة مواتية لتحقيق الاستقرار. وقد حلل السيد شوقي الجوانب الأمنية لتعزيز الاستقرار في الصومال من منظور أنثروبولوجي واجتماعي، متطرقًا إلى الجهود اللازمة للحوار الوطني الصومالي، وكيف يمكن أن يساهم دعم وتعزيز الهوية الصومالية الشاملة في نجاح هذا النوع من الحوارات. شدد السيد هاير كذلك على أهمية الاستفادة من التجارب الماضية الناجحة والفاشلة لتمهيد الطريق للمصالحة المستقبلية في الصومال.

وقدمت الندوة رؤى قيّمة وتوصيات قابلة للتنفيذ لتعزيز الاستقرار في الصومال.

يؤكد مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني التزامه بمهمته المتمثلة في تمكين التعافي المستدام في المجتمعات المتضررة من النزاع، ويتطلع إلى مواصلة الجهود التعاونية مع أصحاب المصلحة المعنيين في الصومال.

مركز دراسات النزاع والعمل الإنساني هو مركز مستقل للأبحاث والممارسات، مقره الدوحة، يركز على تعزيز الحوار والتفاهم والاستجابات الفعالة لتحديات الصراع والأزمات الإنسانية. يؤكد المركز أهمية خلق مساحات للحوار الشامل بين المجتمعات المحلية المتضررة من الأزمات لرفع مستوى الوعي بين أصحاب المصلحة، ويعكس قيمة الشمولية في جميع جوانب أنشطته، وهو ما يضمن توفير منصات لعدد وافر من الأصوات، ولا سيما الفئات المهمشة أو المستبعدة.

لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال بنا على: chs@chs-doha.org.